بانت حوارة فقلبي اليوم متبـــول ..... متّيم على فراقها لم أفّد مكبـــــول
وما حوارة بعدي اليّوم إذا برزت ..... إلا كجفن عروس بدويّة مكحـــول
تجلوا شوارعها حلاوة وتعبّــدت ..... كأنها الكحل بالعيّـــن معمـــــــول
شربت بدلو ماء من بئر شراكـة ......بأضلعي أضحى وهو مشمــــول
ويل اهلها اليوم لو أنها سرقــت ..... ببيع انصح لو أن النصح مقبــــول
امتلأت بغرب من غير أهــــلها ..... فتلّونت بالالّوان وإخّلاف وتبّديـــل
فما تقوم على حال كانت بهــــا ..... كما تلّون في أثوابــها الغــــــــول
ولن تعد للعهد الذي كانت بــــه ..... إلا كما يمسك الماء الغرابيـــــل
كانت للعــــلم والتدريس منارة ..... وما حل بها اليوم إلا الأباطيــــل
ارجو وأمل أن تدنو لكم مودتها ..... وما ارجو الا عشق و تدليـــــل
أمست أرض حوارة لا يبيعهـــا ..... إلا الغشــم والهبل المهابيــــــل
مهلا هداك الله لا تقل لي كفــــى..... بك فادي مواعيظ وتفصيــــــــل
لا تأخذني بأقوال الوشــــاة ولم ..... أذنب ولو كثرت في الأقــــــاويل
لقد قمت مقاما لو يقــــــــوم به ..... يرى ويسمع ما قد اســـمع الفيــل
فقد كنت اقطع القرّام مســرعا .... جنح الظلام وثوب الليل مسبــول
حتى وضعت يميني ما أنازعها ... في كف أهل الزّعر فرحٌُ وتعاليل